‫فلسفة التخطيط

Слайд 2

تقوم فلسفة التخطيط على أن الانسان فى مواجهته لقوى الطبيعة والمجتمع

تقوم فلسفة التخطيط على أن الانسان فى مواجهته لقوى الطبيعة والمجتمع

يجد نفسه فى موقف يضطره لبذل مجهود واع لاشباع حاجاته والابقاء على كيانه ووجوده.
فالانسان ككائن مفكر يقف من الطبيعة موقفا سلبيا، ولا يستكين لها، ويؤثر فيها ويتفاعل معها، ويعمل على تغيير الظروف المحيطة به لخدمة أغراضه واشباع حاجاته .. والانسان اذ يقوم بجهد واع انما يتصور مقدما الكيفية التى يبذل بها جهده،والغاية التى سيصل اليها نتيجة لبذل هذا الجهد، والوسيلة المناسبة التى تمكنه من تحقيق الغاية التى ينشدها، وفى هذا المعنى يقول أرسطو أن " الانسان كائن مخطط ".
ويطرح المفكرون الاشتراكيون- فى هذا المجال- سؤال هو هل من الممكن اعتبار اى خطة تتعلق بنشاط اقتصادى أواجتماعى خطة بالمعنى الذى يستخدم الآن فى مجال التفرقه
Слайд 3

بين مجتمع مخطط وآخر غير مخطط؟ ويجيب هؤلاء المفكرون على هذا

بين مجتمع مخطط وآخر غير مخطط؟
ويجيب هؤلاء المفكرون على هذا

السؤال بالنفى،لأن الخطة لا يمكن ان تتحقق الا اذا كانت شاملة لمختلف قطاعات الحياة الاقتصادية والاجتماعية أو على الاقل للقطاعات التى تلعب الدور الاستراتيجى فى حياة المجتمع، وهذا مالا يحدث فى المجتمعات الرأسمالية، ولا يتوفر الا فى المجتمعات الاشتراكية وحدها.
ففى المجتمعات الاشتراكية تأخذ الخطة فى الاعتبار الحياة المستقبلية للجماعة، وتسعى الى ترشيد موارد الجماعة بطريقة تمكنها من تحقيق الأهداف المبتغاه لصالح الطبقات صاحبة المصلحة الحقيقية فى المجتمع. ويستلزم التخطيط الاشتراكى ايضا سيطرة الجماعة على الموارد الانتاجية، واحلال القرارات الجماعية محل القرارات الفردية
Слайд 4

بإستخدام تلك الموارد،وهذه الشروط لا تتوفر الا فى المجتمعات الاشتراكية وحدها.

بإستخدام تلك الموارد،وهذه الشروط لا تتوفر الا فى المجتمعات الاشتراكية وحدها.
وقد

حاول كارل مانهايم أن يربط فلسفة التخطيط بالتطورات التى مرت بها المجتمعات المختلفة، فوضع نظرية مؤداها أن المجتمعات الانسانية مرت بثلاث مراحل هامة هى:
1-مرحلة الاكتشاف عن طريق الصدفة أو عن طريق المحاولة والخطأ:
فى هذه المرحلة كانت الجماعات البدائية تستجيب للمؤثرات البيئية المختلفة التى تحيط بها وفقا للعادات التى تكونت لديها والتقاليد التى انتقلت اليها من الأجيال السابقة، وكانت الاكتشافات التى تتم عن طريق الصدفة هى التى تتحكم فى سلوك الأفراد والجماعات .
2- مرحلة الاختراع:
فى هذه المرحلة كان الانسان يتصور هدفا محددا، ثم يفكر فيه مقدما، ويسعى الى بذل الجهد
Слайд 5

وتحديد نوع النشاط الذى يمكنه من تحقيق ذلك الهدف خلال مرحلة

وتحديد نوع النشاط الذى يمكنه من تحقيق ذلك الهدف خلال

مرحلة زمنية محددة.
3- مرحلة التخطيط:
تنتقل المجتمعات فى تلك المرحلة الى مرحلة التنظيم المتعمد، والتخطيط الجماعى، ويسودها التفكير الموضوعى الذى يهدف الى التعرف على العلاقات القائمة بين الظواهر والنظم الاجتماعية.
ومن الموضوعات التى ماتزال حتى اليوم مثار جدل ونقاش بين المفكرين الاجتماعين العلاقة بين فلسفة التخطيط والحرية، فالأصل فى التخطيط أنه يضع مصلحة المجتمع ككل فوق الاعتبارات الفردية والمصالح الشخصية لتحقيق معدلات سريعة ومنتظمة للنمو، واستغلال موارد المجتمع والاستفادة بها على الوجه الأكمل، ولذا فإنه يضع قيودا على
Слайд 6

الأفراد والمنظمات فى عمليات الانتاج والاستهلاك. ومن هنا يذهب بعض المفكرين

الأفراد والمنظمات فى عمليات الانتاج والاستهلاك. ومن هنا يذهب بعض المفكرين

الى أن فلسفة التخطيط تتعارض مع منطق الحرية لأنها فى نظرهم تقوم على السيطرة والتحكم فى مصائر الأفراد والجماعات، وتضع القيود التى تحد من نشاطهم وحركتهم، ويتمادى بعضهم فى وصف التخطيط بأنه الطريق الى العبودية. فألى أى مدى يمكن الموافقة على هذا الرأى؟
ليس من شك فى أن الحكم السابق لا ينبغى أن يؤخذ به على اطلاقه، فالقضايا الاجتماعية ذات طبيعة نسبية تختلف النظرة اليها باختلاف المكان والزمان. وقضية الحرية- شأنها شأن بقية القضايا الاجتماعية- لا يمكن النظر اليها، أو الحكم عليها مجردة من ابعا دها المكانية والزمانية.
ويرى مانهايم أن التخطيط يضمن وجود الحرية، وكل قيد يفرض عن طريق الافراد،أو المنظمات الفردية قد يهدم الخطة كلها، ويعيد المجتمع الى المرحلة السابقة التى تعتمد على
Слайд 7

المنافسة والسيطرة . وهو يرى أن المجتمع الرأسمالى- غير المخطط –لايعيش

المنافسة والسيطرة . وهو يرى أن المجتمع الرأسمالى- غير المخطط

–لايعيش الشكل الاساسى الذى يحتوى على أرفع مستوى من مستويات الحرية.فالحرية فى المجتمع الرأسمالى الحر غالبا ماتكون مكفولة للطبقة الرأسمالية التى تتحكم فى مجالات المال والأعمال كما أن هذه الطبقة لما لها من سلطان كبير ونفوذ عظيم على جماهير الشعب تصبح صاحبة السلطة فى المجتمع،أما طبقة الذين لايملكون فأنهم يجدون أنفسهم فى موقف يجبرهم على الخضوع للضغط الواقع عليهم، ومن ثم فإن هذا النظام لا يحقق الحرية الأ للأقلية المسيطرة على الحياة الاقتصادية فى المجتمع، ويترتب على ذلك أن تتعثر مشروعات الاصلاح التى تستهدف رفاهية الشعب لأن فيها اضرارا بمصالح الرأسماليين.
ومن هذا العرض يتضح أن فلسفة التخطيط لا تتعارض من منطق الحرية، ومن الممكن وضع الخطط وتنفيذها فى اطار ديموقراطى دون اخلال بمبدأ الحرية.
Слайд 8

وعلى هذا فان من الضرورى أن تقوم فلسفة التخطيط للتنمية على

وعلى هذا فان من الضرورى أن تقوم فلسفة التخطيط للتنمية على

أسس أنسانية عادلة، وليس من حق أى دولة أن تضع خططها للتنمية معتمدة على استغلال طبقة معينة أو على أساس التضحية بالجيل الحاضر فى سبيل أجيال لم تطرق بعد أبواب الحياة.